بقلم محمد قطب
كيف يتأتى للذى ينقل من كتاب يقول إن الله ثالث ثلاثة أن يقرر أن الله واحدا؟ وكيف يتأتى للذى ينقلب من كتاب يقرر أن لله ولدا يشاركه فى الألوهية، أن يقرر أن الله لا شريك له ولا ولد؟!
وكيف يتأتى للذى ينقل من كتب لم تترك نبيا من أنبياء الله إلا لطخت سمعته وشوهت صورته، واتهمته بما لا يجوز فى حق الرجل العادى فضلا عن النبى المرسل، أن يسرد سير الأنبياء
وقصصهم بالنصاعة والطهر والسمو الذى وردت به سير الأنبياء فى القرآن؟!
وكيف يتأتى للذى ينقل من كتب لم تتعرض لآيات الله فى الكون، ولا لأطوار الجنين البشرى من النطفة للعلقة للمضغة للعظام لاكتمال التكوين، أن يسرد فى كل هذه الأمور حقائق لم يتعرف العلم عليها إلا منذ زمن قريب؟!
ألا تستحى هذه الناس؟!
((ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون))([6]).
ولكن المعركة لن تكف :
((ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا))([7]).
فعلى المسلمين من جانبهم أن يعرفوا حقيقة دينهم، وحقيقة الكتاب المنزل إليهم، وأن يقدروه حق قدره، وأن يتدبروه ليعرفوا عظمته وإعجازه :
((أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً))([8]).
وأهم من ذلك كله أن يعملوا بما فيه، فإنما نزل ليكون منهج حياة لخير أمة أخرجت للناس.
ويوم يرجعون إلى كتابهم فيتدبرونه ليعملوا بمقتضاه، ستعود لهم خيريتهم، وسيعود لهم التمكين الذى
ان لهم فى الأرض، وسيقومون بالشهادة على كل البشرية كما أمرهم الله
:
لايأتون بمثله